هيئة الطرق والمواصلات - تفاصيل الخبر

أكد معالي مطر محمد الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، أن المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، والتحديات على اختلاف أنواعها، وتحديداً تلك التي أفرزتها جائحة كورونا، فرضت على الحكومات والمؤسسات حول العالم، تبني مناهج إدارية جديدة تمكنها من مواكبة هذه المتغيرات لضمان تحقيق مستهدفات الأداء، واستمرارية أعمالها بصورة طبيعية في حالات الطوارئ، كما أكد أن نهج المرونة المؤسسية يعد أحد أهم المناهج الجديدة التي ستزداد أهميتها خلال المرحلة المقبلة.

جاء ذلك خلال مشاركته في المنتدى الافتراضي لأسبوع المرونة المؤسسية الذي تنظمه الهيئة، بحضور الدكتور هزاع النعيمي المنسق العام لبرنامج دبي للتميز الحكومي، والمديرين التنفيذيين ومديري الإدارات في الهيئة. 
ويأتي تنظيم أسبوع المرونة المؤسسية انطلاقاً من حرص الهيئة على ترسيخ ثقافة التميز والريادة ومواصلة التعلم المستمر وتبني أفضل الممارسات الإدارية وأكثرها فعالية على النحو الذي يعزز قدرتها على التأقلم والتكيف مع المستجدات والمتغيرات ضمن اختصاصات الهيئة، بما يضمن استدامة النتائج.

التكيّف السريع 

وقال الطاير: تبنت هيئة الطرق والمواصلات منذ تأسيسها أسلوب الإدارة الحديثة، وإطارا تشغيليا مرنا في جميع أعمالها، وبرز ذلك في هيكلها التنظيمي الذي فصل التشريع عن التنفيذ، وعزز نهج الحوكمة المؤسسية، وكذلك وضع خطة استراتيجية متكاملة للطرق والنقل، ونموذج للتنبؤ بالحركة المستقبلية ومنهجية لإدارة المخاطر والفرص، إلى جانب مواكبة الهيئة خلال سنواتها الماضية للمتغيرات، والتوجهات الحكومية مثل التحول نحو المدينة الذكية، والتنقل الذكي الذي يقوم على المركبات ذاتية القيادة وسرعة ترجمتها في آلية عمل الهيئة بكفاءة وفعالية، والتكيّف السريع مع التحديات والمتغيرات وإعادة ترتيب الأولويات والاستفادة من الموارد المتاحة، مشيراً إلى أن الهيئة  أنجزت مشروع مترو دبي في موعده المحدد على الرغم من الازمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم، ونفذت مشاريع بالغة التعقيد مثل مشروع قناة دبي المائية التي قطعت شـوارع ومناطق حيوية مثل شارع الشيخ زايد والخيل، وجميرا، والوصل، كما استطاعت الهيئة التكيف بصورة سريعة مع متطلبات برنامج التعقيم الوطني والانتقال السلس إلى العمل عن بعد نظراً للجاهزية العالية للبنية التحتية التقنية للهيئة، إذ لم يتوقف العمل واستمر بصورة طبيعية جداً، واستخدمت مركبات الأجرة لتوصيل الطلبات إلى أفراد الجمهور خلال فترة الإغلاق لتطبيق برنامج التعقيم الوطني حيث بعد التعاقد مع منافذ البيع والمتاجر الكبرى، كما استمرت الهيئة في تنفيذ مشاريعها وفقاً للبرنامج الزمني المعتمد، حيث استكملت جميع أعمال الطرق المؤدية لموقع إكسبو 2020، وكذلك مشروع مسار 2020 لمترو دبي، إلى جانب إنجاز بعض الطرق وجسور المشاة في المناطق السكنية والتطويرية.

وأضاف الطاير: كان التزام الهيئة بإنجاز مشـاريعها في الوقت المحدد، وبجودة عالية، محل إشادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، حيث قال عقب تدشينه مسار 2020 لمترو دبي: "نقول ما نفعل.. ونفعل ما نقول.. هذه دبي".

وأوضح معالي المدير العام ورئيس مجلس المديرين أن هيئة الطرق والمواصلات، ماضية في تطبيق أفضل الممارسات العالمية في العمل الخدمي والتشغيلي، وتبني حلول مبتكرة تؤدي إلى تطوير واستحداث خدمات ومشاريع نوعية تواكب متطلبات الحاضر وتحديات المستقبل، وتحقق الريادة الإقليمية والعالمية للهيئة.

مأسسة المرونة

وقال: تعزيزاً لنجاحات الهيئة السابقة، اعتمدنا عام 2019، مأسسة المرونة المؤسسية في مختلف الأعمال التي تنفذها، وفي الربع الأخير من العام الماضي بدأنا تطبيق مشروع المرونة المؤسسية، بناء على أفضل الممارسات العالمية، بالتعاون مع شركات عالمية في المجال، ومؤخراً  أسسنا مكتب التحول للمرونة المؤسسية، وستتشكل فرق للمرونة في جميع القطاعات والمؤسسات، مؤكداً أن هيئة الطرق والمواصلات هي أول جهة حكومية على مستوى المنطقة، تستثمر بالمرونة لتعزيز ريادة منظومتها المؤسسية.

وأشار معالي مطر محمد الطاير إلى أن مكتب التحول للمرونة المؤسسية، سيشرف على عملية التحول الشامل ورفع نضج المرونة المؤسسية في الهيئة، وذلك عبر منظومة تشمل خمسة محاور هي: الاستراتيجية، والهيكلية، وآليات العمل، والموارد البشرية، والتقنيات، موضحاً أن الهيئة عقدت 33 دورة تدريبية وورشة توعية شارك فيها 700 موظف، وأهلت 24 موجه مرونة معتمدا، وأطلقت صفحة المرونة المؤسسية على الإنترانت، كما طبقت المرحلة التجريبية للمرونة المؤسسية على مجموعة مرونة من العقود والمشتريات وهي عقود تقنية المعلومات، وكان أبرز نتائجها تحقيق تحسن في إدارة عمليات العقود بنسبة 60%، وتطبيق عمليات التحول الشامل للمرونة المؤسسية (Full Scale-up) في عدة مجالات على مستوى الهيئة شملت مؤسستي الترخيص والمواصلات العامة، وقطاعي الدعم التقني المؤسسي، والدعم الإداري المؤسسي.

الرشاقة المؤسسية

من جانبه قدم الدكتور هزاع النعيمي شرحاً وافياً لمفاهيم الرشاقة والمنعة المؤسسية وعلاقتهما بالتميز المؤسسي وتعريف الرشاقة المؤسسية وفقاً للمراجع العلمية وأفضل الممارسات العالمية إضافة للتعريف المعتمد في البرنامج.

واستعرض النعيمي خلال مشاركته في المنتدى، منظومة التميز الحكومي بدبي، وأهم معايير منظومة التميز الحكومي ونموذج النخبة بدبي المتعلقة بالرشاقة المؤسسية، وتشمل تصميم وتطبيق خطط لإدارة المخاطر والطوارئ، والحكومة الرقمية، واستشراف المستقبل، وإدارة الابتكار، وتطبيق ومتابعة الخطة الإستراتيجية، مؤكداً دور برنامج دبي للتميز الحكومي في تمكين الجهات الحكومية لتصبح أكثر جاهزية لمواجهة الأزمات والكوارث وهذا ظهر جلياً في تعاملها مع تداعيات جائحة كورونا، من خلال تعزيز قدرة الجهات الحكومية على استمرارية أعمالها وخدماتها والتعامل مع الأزمة بكفاءة وفعالية.

وأشاد الدكتور هزاع النعيمي، بمبادرة هيئة الطرق والمواصلات في تنظيم أسبوع المرونة المؤسسية، لتعزيز نشر المعرفة عن الرشاقة المؤسسية، وأفضل الممارسات العالمية التي لها أثر كبير في تطوير العمل الحكومي وتعزيز تنافسية حكومة دبي.

تجدر الإشارة إلى أن أسبوع المرونة المؤسسية الذي نظمته الهيئة على مدى ثلاثة أيام، شهد تنظيم عدد من الجلسات الحوارية استعرضت العديد من التجارب المحلية والعالمية في المرونة المؤسسية، وتضمن مشاركة موزة المري مدير الإدارة التنفيذي لمكتب المدير العام ورئيس مجلس المديرين، في الحدث الافتراضي الأوروبي الخاص بالمرونة المؤسسية، حيث استعرضت إنجازات هيئة الطرق والمواصلات في المرونة المؤسسية، وتحدث السيد ديباك ماهاديفان الشريك في شركة ماكنزي عن مسيرة التحول إلى مؤسسة مرنة، واستعرض السيد كريستيان ستوبر من شركة ماكنزي، الطريقة العملية للوصول إلى المرونة المؤسسية، كما شمل الأسبوع عرض أفضل ممارسات المرونة المؤسسية في الهيئة ومشاركات موجهي المرونة بمقترحات لتطبيق مفهوم المرونة المؤسسية في الإدارات التابعة لهم.